كاريتاس لبنان تختتم الدورة الأولى من مشروع التدريب المجتمعي على الزراعة: أربعون امرأة يزرعن الرجاء

في ظلّ الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة الّتي يمرّ بها لبنان، اختتمت رابطة كاريتاس لبنان – قسم التنمية برئاسة السيّد جوزيف بو عاصي، الدورة الأولى من مشروع التدريب المجتمعي على الزراعة، وذلك بعد سلسلة من الدورات النظرية تلتها تطبيقات عملية شاركت فيها حوالي ٤٠ امرأة من مختلف الأعمار. كان اللقاء في مركز كاريتاس الزراعي المستحدث في بلدة حراجل في أرض وضعها في التصرف لهذا المشروع الاستاذ جورج نمر.

بدأ اللقاء بقداس إلهي ترأّسه الأب ميشال عبود، رئيس رابطة كاريتاس لبنان، بحضور المدير التنفيذي للرابطة السيد جيلبير زوين، ورؤساء الأقاليم أنطون سيف وغراسيا عطالله، إلى جانب عائلات المتدرّبات وعدد من أبناء المنطقة.


في عظته، شدّد الأب عبود على أنّ الزراعة ليست مجرّد عمل زراعي أو إنتاج غذائي، بل هي فعل إيمان ورجاء، لأنها تعلّمنا كيف نثق بالله الذي يُنمي البذرة الصغيرة ويجعلها تعطي ثمرًا وفيرًا. وأضاف: «كما قال المسيح في مثل الزارع: السامع الذي يفتح قلبه يُشبه الأرض الجيّدة التي تعطي ثمرًا مئة وستين وثلاثين».


وأضاف الاب عبود:
أبرزت الدورة أهمية العناية بالأرض كعمل ينعكس مباشرة على حياة الإنسان. فالزراعة تُصبح مكانًا للقاء مع الله، إذ إنّ المسيح نفسه كان يأخذ تلاميذه إلى القفر ليستريحوا ويصلّوا. وهكذا، كما يعلّمنا مار بولس: «أنا غرست وأبلّوس سقى، لكن الله كان يُنمي» (١ كور ٣: ٦)، نكتشف أنّ دورنا هو السعي والزرع والسقي، فيما الله وحده يمنح النمو والثمر.
كما أظهرت الدراسات الحديثة أنّ الجلوس في الطبيعة، تحت شجرة أو في حضن الغابة، يساعد الإنسان على الراحة، ويمنحه قوة داخلية، بل ويحفّز الجسد على إنتاج مواد تقاوم الأمراض.

حضر اللقاء رئيس بلدية حراجل الدكتور خليل خليل ورئيس بلدية ميروبا السيد إيلي سعادة، إلى جانب الأهالي الذين عبّروا عن دعمهم لمبادرة كاريتاس. وكان للمشاركات حضور لافت مع عائلاتهن، ما عكس أهمية إشراك المرأة في التنمية الريفية، وتعزيز دورها في دعم صمود المجتمع.

اختُتم اليوم بلقاء أخويّ مميّز، حيث اجتمع الجميع حول لقمة قروية تحت شجرة جوز كبيرة في ساحة المشروع. كانت لحظة عفوية حملت معنى عميقًا: كما ترتاح الأرض حين تُفلح، كذلك يرتاح الإنسان حين يجلس قرب الطبيعة، يختلي بنفسه ويستعيد سلامه الداخلي. وكما علّمنا يسوع أن نزرع الكلمة في أرض طيبة لتثمر، هكذا أراد هذا المشروع أن يكون بداية زرع جديد، تُنبت فيه النساء الأمل وتغذّي العائلات .