رئيس “كاريتاس” – لبنان أمام وفد سلوفيني : وجودكم شهادة حيّة على التزامكم دعم المحتاجين فايفون: نقف بحزم وقوة إلى جانب شعب لبنان

زار وفد سلوفيني برئاسة  نائبة رئيس الوزراء، وزيرة الخارجية والشؤون الاوروبية تانجا فايفون، يرافقها سفراء وقناصل ومسؤولين سلوفينيين، مركز “كاريتاس” المركزي في سن الفيل،  كان في استقباله رئيس الرابطة الاب ميشال عبود وعدد من المسؤولين،  وبحث الطرفان في أوضاع الرابطة وما تقدمه من دعم للبنانيين بالاضافة إلى الدعم السلوفيني لها.

 

بداية  كلمة ترحيبية بالوفد ثم عرض فيلم وثائقي أظهر ما قامت به “كاريتاس” من مساعدات للنازحين في الحرب الأخيرة  في كل المناطق اللبنانية على كل المستويات (ايواء،دواء،غذاء…).

 

بعد ذلك ألقى الأب عبود كلمة شكر فيها للمسؤولة السلوفينية والوفد زيارتهم للبنان وللرابطة، وقال :”أفهم أن زيارتكم تتضمّن لقاءات مع الشخصيات السياسية، لكن وجودكم هنا اليوم هو شهادة حيّة على روحكم الإنسانية والتزامكم دعم المحتاجين.لقد خدمت كاريتاس لبنان على مدى 52 عامًا، ونحن ندير اليوم حوالى 90 مركزًا في كل أنحاء البلاد، تقدّم خدمات اجتماعية، طبية، حماية وتعليمية. خلال زيارتكم المأوى، لمستم عن قرب معاناة أولئك الذين تُركوا وحدهم. إن رسالتنا، بل دعوتنا، هي أن نكون إلى جانبهم. كاريتاس هنا، وستظل دائمًا هنا”.
أضاف ؛”إن رسالتنا تتجاوز الأرقام والميزانيات. رسالتنا هي الاستماع إلى من لا يُسمع صوته، ورؤية من لا يراهم العالم اي المهمشين، واستقبال أولئك الذين يعانون بصمت”.

 

تابع: “خلال الأعوام الأخيرة، أعادت الأزمة الاقتصادية في لبنان تشكيل الواقع. كثر من الذين كانوا يتبرعون لنا سابقًا من رواتبهم، أصبحوا اليوم من بين الذين يطلبون دعمنا. كنا ننتظر مساهماتهم، واليوم نرى الدموع في أعينهم وهم يقولون: “لقد تغيّرت حياتنا لكن رغم هذه التحديات، نبقى ثابتين في رسالتنا. نواصل دعم المحتاجين، سواء من خلال عملنا اليومي أو في أوقات الأزمات”.

 

وقال:”إن تاريخ لبنان وكذلك الشرق الأوسط حافل بالصراعات. جيلنا  لم يعرف سوى العيش وسط الحروب. السلام بالنسبة إلينا واقع غير مألوف مع ذلك، نواصل زرع الأمل. في لبنان، عندما نقول “أراك غدًا”، فإنها عبارة تحمل معنى عميقًا. التخطيط للأسبوع القادم أو الشهر القادم غير مضمون، وغالبًا ما نقول: “الله يعيشنا”.

 

ختم :”نحن ممتنون لدعمكم. نشكر الحكومة السلوفينية، وكاريتاس سلوفينيا، ونشكركم على شراكتكم المستمرة. وباسم مجلس نعبر عن أعمق امتناننا ، نحن بحاجة إليكم. إنها جملة قوية، ونكررها لأنها تعكس جوهر رسالتنا، كاريتاس هي الجسر بين الكرم والحاجة، بين من يعطي ومن يتلقى، شكرًا لكم على وقوفكم إلى جانبنا”.

 

فايفون

كذلك القت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية الأوروبية  كلمة عبرت فيها عن امتنانها لحسن الضيافة في لبنان، وقالت:” إنه لشرف حقيقي أن أكون ضيفتكم في كاريتاس وأن أشهد بنفسي على العمل الرائع الذي تقومون به. كما أنني ممتنة بعمق للدعم السخي الذي قدمتموه لنا خلال اليومين الماضيين وهو دعم كان أساسيًا من الناحيتين اللوجستية والإنسانية”.

 

أضافت:”تذكرنا صداقتنا الطويلة وعلاقاتنا الوثيقة أننا مرتبطون بأكثر من مجرد الجغرافيا. نحن متّحدون بالتزام مشترك بالسلام والتضامن ورفاهية مجتمعاتنا. رسالتي اليوم وغدًا واضحة: نحن نقف بحزم إلى جانب شعب لبنان. في منطقة لا يكون فيها السلام دائمًا أمرًا مسلمًا به، نأمل أن نشهد بزوغ فجر حقبة جديدة تتميز بالدعم المتبادل، والتقدم الاقتصادي، وتجدد الأمل. لقد تجسد هذا الالتزام بوضوح خلال زيارتنا إلى مأوى للنساء والأطفال الذين عانوا ويلات العنف. إن رؤية معاناتهم أمر مؤلم، لكن في الوقت ذاته، من المشجّع للغاية رؤية الأمان والرعاية والسلام الداخلي الذي بدأوا في استعادته. بصفتي شخصية قضت جزءًا كبيرًا من مسيرتها المهنية في العمل على قضايا حقوق الإنسان ومع الفئات الضعيفة، فإنني أقدّر بشدة الدور الذي لا غنى عنه لمنظمات مثل كاريتاس وبخاصة هنا في لبنان، حيث يذكّرنا عدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط بهشاشة السلام”.

 

تابعت :”أنا فخورة للغاية بأن أكون جزءًا من هذا الجهد التعاوني، الذي يشمل شراكتنا القيّمة مع كاريتاس سلوفينيا والدعم المستمر من حكومة جمهورية سلوفينيا. وبصفتي نائبة رئيس الوزراء، أؤكد مجددًا التزامي مواصلة عملنا المشترك ودعم المشاريع التي تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المحتاجين. إن قيمنا المشتركة من التضامن والالتزام الإنساني هي التي توجهنا، ومعًا، يمكننا بناء مستقبل يعكس هذه المبادئ”.

 

ختمت :”أود أن أشكر لكم مرة أخرى تفانيكم وشجاعتكم والتزامكم الثابت مهمتنا المشتركة. إن عملكم صعب، لكنه لا يقدّر بثمن، ومن الملهم أن نرى قصص النجاح التي تنبثق من جهودكم. دعونا نستمر في العمل معًا، وتعزيز شراكاتنا، وجلب النور والسلام والأمل إلى كل من يحتاج إليه ، ولتكن قيمنا المشتركة في التضامن والالتزام الإنساني دليلنا إلى الأمام. أتمنى لكم مزيدًا من النجاح والشجاعة في كل ما تقومون به.”

 

 

وفي نهاية اللقاء أقيم عشاء على شرف الوفد.

 

 

وكان الوفد السلوفيني زار  مركز إيواء للناجيات والناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يضم ٤٥ شخصا وممول من حكومة دولة سلوفينيا.