احتفل اقليم كاريتاس المتن الاول بقداسه السنوي تحت شعار ” من جيل الى جيل” في كنيسة قلب يسوع – الحمرا ، ترأسه راعي ابرشية انطلياس للموارنة المطران انطوان بو نجم، عاونه رئيس رابطة كاريتاس الاب ميشال عبود، منسق جهاز الاقاليم الاب رولان مراد ، خادم رعية قلب يسوع الخوري خليل الحايك، وخدمت القداس جوقتا الرعية وشبيبة كاريتاس.
حضر القداس النائب رازي الحاج ممثلا بالسيدة نيكول مارون ، رئيس بلدية قرنة الحمرا جبران طعمة، الفنان الدكتور برنارد غصوب، وفعاليات المنطقة. كما شارك في القداس امين المال العام لكاريتاس المحامي نديم نادر، رئيسة اقليم المتن الاول السيدة هدى نصار واعضاء هيئة المكتب، منسق جهاز الشبيبة في كاريتاس الدكتور بيتر محفوظ، قدامى اعضاء الاقليم، الشبيبة والمتطوعون واهالي قرى الاقليم.
الريس
في بداية القداس رحّبت رئيسة الاقليم هدى الريس بالحضور وعلى رأسهم المطران بو نجم والاب عبود والاب مراد وقالت :” نجتمع اليوم في رحاب هذه الكنيسة المباركة، لنحتفل معًا بالذبيحة الإلهية على نية إقليم كاريتاس المتن الأول، في مسيرة من الخدمة والصلاة والمحبة، وعلى خطى شفيعتنا الأم تريزا التي أوصتنا أن نرى المسيح في وجه كل إنسان يقرع بابنا”.
اضافت:”باسم إقليم المتن الأول، أرحّب بكم جميعًا: آباؤنا الكهنة، ممثلي البلديات والمخاتير، الشخصيات السياسية، رؤساء الجمعيات والمؤسسات، وسائل الإعلام، وبخاصة نورسات على النقل المباشر، كما نرحب باهلنا وأحبّتنا الذين يشاركوننا اليوم فرح الرسالة. شكر خاص للأب خليل الحايك ولرعية قلب يسوع في قرنة الحمرا على استقبالهم ودعمهم الدائم، ولبلدية ومخاتير وأهالي البلدة على استضافتهم لنا بمحبة. كما نتوجّه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا اليوم، من فنانين ومبدعين ورعاة، ولكل من قدّم من قلبه عطاءً جعل رسالتنا أكثر إشراقًا”.
وتابعت:”نحن هنا أيضًا لنكرّم المتطوعين الذين أعطوا بلا حدود، من الذين كرّسوا حياتهم منذ أكثر من خمسين سنة في خدمة الإنسان، إلى شبيبة كاريتاس الذين نحتفل اليوم بمرور عشر سنوات على تأسيسهم في أنطلياس. صلاتنا أن يحفظهم الرب، ويبارك مسيرتهم، ويزرع في قلوبهم دائمًا روح المحبة والخدمة، روح كاريتاس.”
وختمت :”رسالتنا مستمرة من جيل إلى جيل، وكاريتاس ستبقى الحقل الذي يجمعنا جميعًا لنخدم فيه الإنسان بفرح وبساطة. فلنرفع صلاتنا معًا كي تبقى محبتنا ثمرة حقيقية لله ولإخوتنا.”
المطران بو نجم
وبعد الانجيل القى المطران بو نجم عظة شرح فيها معنى عيد الصليب وتأثيره في حياة المسيحيين، مشيرا الى انه “عيد الانتصار لان يسوع على الصليب يجسد قوة الله وليس الضعف والالم”، وقال:”نحن كمسيحيين نحب حتى الوجع، وهذا هو الحب الحقيقي لان بعض المسيحيين يحبون وحين يبدأ الوجع ينسحبون، فهذا ليس حبا بل مصلحة”.
اضاف:”عيد الصليب هو عيد الحب من دون حدود، والصليب هو جسر العبور الى القيامة، فلا قيامة من دون صليب ولا علاقة مستقيمة من دون حب حقيقي وتضحية، ولا يمكن العيش من دون تضحية ولا يمكن بناء وطن من دون تضحية بعيدا من المصلحة الخاصة”، مستشهدا بقول الانجيل “حبة الحنطة إن لم تمت تبقى مفردة وان ماتت أتت بثمار كثيرة”، فموت يسوع على الصليب أعطانا الحياة وأتت بعده القيامة، ولذلك علينا أن ننجذب نحو يسوع المصلوب لانه فخر المسيحيين وقوتهم”.
واكد بو نجم ان “لا خلاص لأي منا في حياته من دون ان يفتح يديه ويستقبل كل انسان بالمحبة والتضحية والمغفرة كما تفعل كاريتاس من خلال مساعدة كل انسان محتاج وموجوع ، وهذا ما يجب أن يفعله كل مسيحي من اجل بناء كنيسته ووطنه مجاناً، ومن لا يفعل لا يكون مسيحيا، لقد تعبنا من التمثيل ونحن بحاجة إلى مسيحيين جديين”.
وختم:”لا يمكن أن نبني كنيستنا ووطننا من دون محبة ولا يمكن لأحد أن ينقذ حياته من دون محبة”، داعيا “كل واحد من مكانه أن يحمل رسالة هذا القداس ويعممها في محيطه ويفتح يديه ويصلي ويطلب القوة من يسوع المصلوب”.
الاب عبود
وفي ختام القداس شكر رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال بو عبود أسرة كاريتاس وشبيبتها الفاعلة على الأرض مؤكدا أن “كاريتاس على الصليب ترفع يديها لأنها تتكل في رسالتها الإنسانية وعطاءاتها منذ 53 سنة في لبنان على العناية الالهية، وهذا ما يتجسد في الإقليم من خلال مساعدة مئات وآلاف الحالات، بفضل النعمة الالهية حيث نفتح يدا للأخذ وأخرى للعطاء، ولذلك نقول لكل من يساعدوننا، المحتاجون كثر ونحن ننتظر عطاءاتكم، على امل ان تكون آلام الناس مجدا للقيامة لنستمر في عمل الخير بقوة ربنا”.
شبيبة اقليم المتن
بعد القداس احتفلت شبيبة الاقليم بذكرى العاشرة على تأسيسها في اقليم المتن الاول وقد القت الكلمة مسؤولة شبيبة الاقليم ومنسقة الشبيبة في منطقة جبل لبنان الاول المحامية رفقا الريس، جاءت فيها:” نجتمع اليوم في القداس السنوي لاقليم لنرفع معًا صلاتنا وشكرنا للرب، على خمسين عامًا من الخدمة والعطاء في إقليم المتن الأوّل – أنطلياس، حيث كان المتطوّعون ولا يزالون، شهودًا حقيقيين للمحبة ورسلاً للرجاء.
منذ عام 2015، تأسست شبيبة كاريتاس في الإقليم امتدادًا لهذه المسيرة المباركة، فحملت شعلة الخدمة من جيل إلى جيل، وعاشت رسالتها بروح متجدّدة، لا سيّما في أصعب الظروف التي مرّ بها وطننا، من جائحة كورونا إلى انفجار مرفأ بيروت، مرورًا بالحرب الأخيرة والأزمات التي ما زلنا نواجهها جميعًا”.
واضافت:”ان وجود شبيبة كاريتاس اليوم في هذه المناسب، هو وفاء لهذه المسيرة، وتجديد للعهد بأن تبقى شبيبة كاريتاس صورة حيّة للمحبة التي لا تعرف حدودًا، وللعطاء الذي لا ينطفئ”.
ووجهت الريس أسمى كلمات “الشكر والامتنان لكل المتطوّعين في الاقليم وشبيبة كاريتاس لبنان، على كل ما قدّموه من وقت وتضحيات وجهود، ليكونوا دومًا مثالًا للتعاون بين الأجيال، وجسرًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل”.
وفي الختام شكرت الريس المطران أنطوان بو نجم، والأب ميشال عبود، والأب رولان مراد، والدكتور بيتر محفوظ، والسيدة هدى نصار الريّس، على دعمهم الدائم لمسيرة الشبيبة ، كما وجّهت تحية تقدير خاصة للدكتور غصوب على إبداعه في تصميم الدرع التكريمي الذي يرمز إلى شعلة المحبة المستمرة عبر الأجيال.
وتخليدا لهذه المناسبة كُرّم عدد من المتطوعين في الاقليم الذين قدموا من وقتهم ومالهم وخبرتهم لخدمة الانسانية فكانوا مثالا يحتذى به في العطاء المجاني، وأطلق نشيد خاص لشبيبة كاريتاس لبنان – إقليم المتن الأوّل لمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها، من كتابة نور طافش وتلحين السيد جو بلوطجيان، ثم علت بالونات في الفضاء باللونين الأحمر والأبيض وقُطع قالب من الحلوى.