رسالة رئيس كاريتاس لبنان
“نداء للمسؤولية والاستعداد الدائم في مواجهة الأزمات”
إلى عائلة رابطة كاريتاس لبنان بكل فئاتها،
تحية محبة وأخوة في الرب،
لقد تم إعلان وقف إطلاق النار، ولكن لم يتم إعلان وقف الحرب.
أعلنوا لنا الهدنة، ولكن لم يعلنوا لنا السلام.
أوقفوا القصف، ولكن لم يوقفوا التهديد.
وإن عاد البعض إلى قراهم، فما زال البعض الآخر خارجها.
فهل الأرض التي احتُلت والبيوت التي هُدمت ما زالت لنا؟
هل هناك مخططات جديدة لم يُبلغونا عنها؟
هل هناك لعبة الكبار التي يدفع ثمنها الأبرياء؟
مئات الأسئلة تُطرح، ولكن من يملك الإجابة؟
لذلك، كما كنتم في كاريتاس لبنان، وكما كانت العديد من الجمعيات، على قدر المسؤولية خلال الفترة الماضية، نريدكم أن تبقوا جاهزين لأي اهتزاز قد يحدث. علينا أن نبقى في حالة تأهب واستعداد لنخدم شعبنا بكل السبل المتاحة.
تقييم المرحلة الماضية واجب علينا جميعًا، كلٌّ من موقعه في إقليمه أو دائرته أو قسمه، ومن ثم جميعنا معًا.
نرفع الصوت عاليًا أمام كل الجهات المانحة، وكل الشركاء، وكل المنظمات الدولية: نحن بحاجة إليكم. وإن كان الكثير من العائلات قد عادوا إلى منازلهم، فإن احتياجاتهم لا تزال قائمة، بل ازدادت عما كانت عليه في الماضي. ونحن نواصل مساعدتهم بما توفّر لدينا سابقًا.
وضعنا في البداية استراتيجيات للمستقبل تهدف إلى التطوير والتقدم، ولكننا وجدنا أنفسنا في المرحلة الأخيرة، مع اندلاع الحرب واستمرار الأزمات، وخصوصًا الاقتصادية منها، مجبرين على تعليق ما تأملنا بتحقيقه. سعينا، وما زلنا نسعى، إلى العمل كي نبقي شعبنا حيًّا، لا يموت جوعًا ولا يفتقد الدواء. وفّرنا لهم احتياجاتهم، وبنعمة الله نجحنا.
لقد سمعنا عن استعداد بعض الجمعيات المانحة للاستمرار في تقديم الدعم والمساعدة، ولكن يبقى السؤال: هل سيكون ذلك نهج الجميع؟ وإن كان هذا قلقنا، فإن إيماننا يبقى أعظم وأعمق بالعناية الإلهية التي لم ولن تتركنا أبدًا. كان الله معنا في الماضي، ويحتضننا في الحاضر، وسيظل معنا في المستقبل.
فلنبقَ جاهزين ومستعدين دائمًا.
الاب ميشال عبود
رئيس رابطة كاريتاس لبنان