دار المحبّة للمسنّين في عندقت: الميلاد حيث لا يُترَك أحد
بدعوة من إقليم عكّار في رابطة كاريتاس لبنان، اجتمع أعضاء الإقليم ومتطوّعوه وشبيبته، كعادتهم في كلّ عام، في دار المحبّة للمسنّين – في عندقت، ليحتفلوا بعيد ميلاد الربّ يسوع مع المسنّين المقيمين في الدار، في لقاءٍ يحمل في طيّاته معنى العائلة، والوفاء، والمحبة التي لا تزول.
وشارك في القداس الإلهي منسّقة الشمال السيدة لوريت ضاهر، وأعضاء المكتب الإقليمي، وعدد من المتطوّعين، إلى جانب شبيبة إقليم عكّار، على رأسهم رئيس الإقليم الأستاذ ميشال نصور، في مشهدٍ عائليّ دافئ يعكس روح كاريتاس ورسالتها.
وترأس القداس رئيس الرابطة، الأب ميشال عبود، الذي استهلّ اللقاء بكلمة وجدانية توجّه بها إلى المسنّين قائلاً:
«أنتم البركة هنا. نحن عائلتكم، إخوتكم وأولادكم، ونمثّل كلّ العائلات التي تنتمون إليها. أنتم لستم متروكين، لأنّكم عائلتنا».
وأضاف الأب عبود أنّ العطاء في الحياة هو مسيرة متبادلة:
«إذا أُعطينا، علينا أن نعطي. وإذا أخذنا، علينا أن نردّ. وما نطلبه منكم اليوم هو الصلاة من أجلنا، لكي تستمرّ رابطة كاريتاس لبنان في رسالتها».
وشبّه المسنّين بالقديسين شربل وتريزا الطفل يسوع، الذين عاشوا الأمانة في المكان الواحد، لا بما يملكونه من وسائل راحة، بل بما حملوه من غنى الروح، مشدّدًا على أنّ الميلاد نفسه لم يكن خيارًا مريحًا، إذ إنّ مريم ويوسف لم يختارا المذود، بل فُرض عليهما، كما تُفرض علينا في الحياة أمور كثيرة، لكنّ المحبّة وحدها قادرة أن تحوّل الفرض إلى نعمة.
وبعد القداس، توجّه الأب عبود ليمنح سرّ القربان المقدّس للمسنّين الملازمين أسرّتهم، الذين لا يستطيعون الحركة، فكانت المناولة صلاة صامتة تعبّر عن حضور الكنيسة إلى جانب أبنائها في ضعفهم، لا بعيدًا عنهم.
ثمّ اجتمعت العائلة الكبيرة حول تقطيع قالب الحلوى، في لحظة فرح بسيطة، صادقة، تشبه روح الميلاد. وبعد انقضاء الزيارة، عاد الجميع إلى بيوتهم، فيما بقي المسنّون كلّ في سريره، تحيط به عناية العاملين في الرابطة، الذين يواصلون خدمتهم اليومية بأمانة وصمت.
إنّ دار المحبّة للمسنّين ليست مجرّد مأوى، بل هي كنز لرابطة كاريتاس لبنان، وعلامة حيّة على أنّه حيث تكون المحبّة، تُعطى الحياة.
فهنا، لا نترك من تُرك، ولا ننسى من نُسي، بل تُفتح القلوب قبل الأبواب، وتبقى العيون ساهرة، لأنّ المحبّة حين تكون حاضرة، تصنع العائلة… وتصنع الرجاء.











