ريسيتال ميلادي بعنوان “نورك راجع” يوم الأحد الفائت، برعاية وحضور صاحبي السيادة المطران إيلي بشارة حدّاد والمطران مارون العمار، وذلك بدعوة من إقليم كاريتاس صيدا الزهراني والنبطية.
وقد تخلّل الأمسية تقديم أوركسترا الجيش اللبناني وجوقة “ليغانوس”، بمشاركة السيدة نسرين الحصني، في أجواء روحانية مفعمة بالرجاء والفرح، وذلك في كاتدرائية مار الياس المارونية.
كلمة رئيس إقليم صيدا
مساء الخير ومساء النعمة المضيئة،
النعمة التي أوصلتنا إلى الفرح.
أصحاب السيادة،
حضرة رئيس كاريتاس لبنان… حضرة الكهنة والرهبان،
رؤساء البلديات، والقادة الأمنيين، ممثلي الفعاليات الصيداوية،
الأصدقاء والزملاء، أيها الحضور الكريم…
يشرّفني أن أقف بينكم اليوم، باسم كاريتاس لبنان – إقليم صيدا،
لنضيء الزهراني النبطية بهذا الترنيم الميلادي الذي تنسج فيه كاريتاس خيوطًا من النور والرجاء، في وقتٍ يحتاج فيه وطننا إلى كلمة أمل صادقة.
نجتمع الليلة ولبنان يمرّ بإحدى من أصعب مراحله،
لكننا نصرّ أن نرفع عيوننا نحو نور لا ينطفئ، نحو ميلاد يذكّرنا بأن الظلمة ليست قدرنا، وأن الرجاء يولد دائمًا من قلب العتمة.
وكما وُلد الطفل في مذود فقير، يعود الميلاد ليقول لشعبٍ متألم ان الألم ليس النهاية، بل بداية طريق جديد.
وقد قال البابا:
“لا تخافوا… فالشعب الذي يعرف الألم هو الأقدر على صناعة السلام.”
ونحن شعب يعرف الألم، ويعرف كيف ينهض.
والليلة نرحّب بشخصية نعتزّ بحضورها، قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل وعقيلته الكريمة.
العماد ابن الجنوب الصامد، وابن الزهراني تحديدًا، من أرضٍ عرفت التضحية، وتعلّمت أن تحرس الوطن بكرامة وثبات.
وقد قال قداسة البابا:
“الجيش هو الحارس الصامت للسلام حين يتعب السلام.”
ومن هذه الدار، نعبّر عن تقديرنا العميق لحضور قائد الجيش معنا هذا المساء، ولمشاركته عقيلته الكريمة في هذه الأمسية الميلادية.
إن وجودكما في صيدا يؤكد العلاقة المتينة بين المؤسسة العسكرية والمجتمع، ويجسّد الثقة التي نضعها جميعًا في الجيش اللبناني، الذي يبقى صمّام أمان لوطننا.
والجيش حين يحمي الوطن، يبقى هناك من يحمي الإنسان…
ومن هنا نستحضر رسالة كاريتاس، التي وُلدت من قلب هذا الوطن، ومن صيدا تحديدًا، كفعل محبة قبل أن تكون مؤسسة، وكموقف إنساني إلى جانب الإنسان حيث يتألم.
كاريتاس هي اليد حين تداوي الجراح، وصوت الرجاء حين يثقل الصمت،
وميلادٌ يتجدّد كلما اخترنا أن نكون قريبين من بعضنا.
ونشترك الليلة نلمس قلوبنا، ونؤمن أن السلام يبدأ من قلبٍ لا يستسلم.
ميلادٌ مجيد… ونورٌ يبقى، ولو طال الليل
كلمة المطران مارون العمار:
أهلًا وسهلًا بكم في مطرانيّة صيدا المارونيّة، هذا البيت الذي يبقى مفتوحًا للجميع، كما قلب الكنيسة المفتوح على كل إنسان.
نلتقي الليلة في زمن ميلادي، فنرفع صلاتنا من أجل وطننا لبنان، أن يغمره الله بالسلام، ويثبّت فيه الخير والبركة والرجاء.
ونرحّب من القلب بحضور قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، وعقيلته الكريمة السيّدة جومانا زيدان، شاكرين وجودهما بيننا.
نصلّي كي يحمي الربّ جيشنا اللبناني، هذا الجيش الذي هو عماد الوطن وسياجه، ويحفظ به لبنان وشعبه.















