كازينو لبنان – قاعة السفراء | الخميس 20 تشرين الثاني 2025
برعاية صاحب الغبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ممثّلًا بسيادة المطران إلياس نصّار، أقامت رابطة كاريتاس لبنان عشاءها الخيري السنوي في كازينو لبنان – قاعة السفراء، وسط حضور كبير بلغ حوالي ٦٠٠ شخصية من لبنان والخارج، تقدّمهم أصحاب السيادة المطارنة، الوزراء والنواب، السفراء، ممثلو القوى الأمنية، رؤساء النقابات، الجمعيات الدولية والمحلية، وعائلات كاريتاس من كل المناطق اللبنانية.
جاء العشاء هذا العام تحت الشعار الكتابي:
«اذهبوا وكلوا السمين واشربوا الحلو، وأرسلوا حصصًا لمن لم يُعَدّ له… لأن فرح الرب هو قوّتكم» (نحميا ٨: ١٠).
وهو شعار يعكس روح العطاء والفرح التي تميّز رسالة كاريتاس منذ تأسيسها عام 1972.

افتتاح الإعلامي ماجد بو هدير
استُهلّت الأمسية بكلمة الإعلامي الكبير ماجد بو هدير، الذي قدّم الحفل بأسلوب راقٍ وصوت يفيض دفئًا ورقيًا.
ألقى بو هدير مقدّمة لامست مشاعر الحاضرين وربطت بين جمال الأمسية ورسالة المحبة التي تحملها كاريتاس، ليكون حضوره إضافة نوعية لهذا الحدث الإنساني الراقي.

كلمة الأب ميشال عبود – رئيس رابطة كاريتاس لبنان
ألقى الأب ميشال عبود كلمته الترحيبية التي حملت أبعادًا إنسانية وروحية عميقة، وبدت كمحطة أساسية في الأمسية.
أولًا – الشكر والتحية
توجّه الأب عبود بالشكر إلى غبطة البطريرك الراعي على دعمه الدائم لرسالة كاريتاس، وعلى تمثيله في الحفل بسيادة المطران إلياس نصّار، وإلى سيادة المطران بولس عبد الساتر المشرف على الرابطة، وإلى جميع أصحاب السيادة، الوزراء، النواب، السفراء، الشخصيات الروحية والمدنية، ووسائل الإعلام.
وقال:
«إن حضوركم الليلة ليس فعلاً اجتماعيًا، بل موقف إنساني ورسالة محبة.»
كما خصّ بالشكر اللجنة التنظيمية في كاريتاس وإدارة كازينو لبنان على الجهد الكبير المبذول لإنجاح الأمسية، والفنان العالمي غي مانوكيان، وكل وسائل الإعلام، ولا سيما تلفزيون لبنان وMTV، والإعلامي ماجد بو هدير.
ثانيًا – من القلب إلى القلب
توجّه الأب عبود للحاضرين بكلمة مؤثّرة فقال:
«نحن هنا الليلة ليس لنأكل ونتسامر… بل لنحبّ.»
وأضاف:
«كاريتاس ليست مبنى ولا برنامجًا. كاريتاس هي قلب: قلب يتأثر بدمعة أمّ، ويصغي لوجع أب، ويبلسم جرح مريض، ويرافق كبار السنّ، ويحتضن ذوي الاحتياجات الخاصة، ويفتح أبوابه لكل غريب ولاجئ… وكل هذا نقوم به باسم الله.»
واستشهد بقول البابا فرنسيس:
«كاريتاس هي يد الكنيسة التي تلمس جراح الناس.»
ثالثًا – العطاء: هوية ورسالة وفرصة
ركّز الأب عبود على جوهر رسالة كاريتاس، أي العطاء، فقال:
• «كل خير تقدّمه هو فرصة: فرصة أن تلمس الله، أن تنقذ حياة، أن تكون نورًا في عالم يزداد قسوة.»
• «الفقير باب السماء» (القديس يوحنا الذهبي الفم).
• «العطاء الكامل هو أن تعطي من لا يستطيع أن يردّ لك شيئًا» (القديس فرنسيس).
وختم:
«أنتم اليوم شركاء رسالة… وفرح العطاء هو أعظم من قيمته.»
رابعًا – زيارة البابا ليون الرابع عشر
توقّف الأب عبود عند الحدث المنتظر: زيارة قداسة البابا ليون الرابع عشر إلى لبنان، معتبرًا أن هذه الزيارة ستكون «بارقة نور لشعب أنهكته الأزمات»، ومؤكّدًا أن كاريتاس ستبقى وجه الكنيسة الرحوم في خدمة الإنسان.

كلمة الدكتور أنطوان سعد وتكريمه
ألقى الدكتور أنطوان سعد كلمة مميزة تحدّث فيها عن كتابه الجديد
«خمسون… ومستمرون…»
الذي يوثّق تاريخ كاريتاس لبنان منذ تأسيسها، ويعرض مسيرة خمسين عامًا من العمل الإنساني والاجتماعي والتربوي والصحي.
قال الدكتور سعد إن الكتاب «تحية وفاء لكل من حمل رسالة كاريتاس بعرق قلبه وأمانة ضميره»، مؤكدًا أن كاريتاس ليست مؤسسة فقط، بل «قصة شعب وكنيسة ووجدان جماعي في خدمة الإنسان».
وفي ختام كلمته، قدّم الأب ميشال عبود للدكتور سعد درع تقدير وشكر باسم رابطة كاريتاس لبنان، وسط تصفيق حار من الحضور، تكريمًا لجهوده في إعداد هذا العمل المرجعي الذي يحفظ ذاكرة كاريتاس عبر خمسة عقود.

كلمة وزير الإعلام
يسعدني أن أتوجّه بالتحية اليكم جميعاَ وإلى أصحاب السيادة والمعالي، والزملاء الكرام، وأصحاب السعادة، وإلى مختلف الفعاليات الحاضرة بيننا هذا المساء. وأودّ أن أؤكد أن الفضل لا يعود إلينا، بل إلى عطائاتكم أنتم. فوسائل الإعلام هي التي تنقل هذه الجهود، وتنقل هذه اللقاءات المباركة بالصوت والصورة والحركة.
إن تلفزيون لبنان، وMTV، وسائر وسائل الإعلام، وعلى وجه الخصوص الوكالة الوطنية للإعلام وإذاعة لبنان، إلى جانب مختلف وسائل الإعلام العامة والخاصة، جميعها تساهم في جعل اجتماعنا هذا، الذي يضم نحو 600 شخص، يمتدّ تأثيره ليصل إلى ستة آلاف، ثم إلى ستمئة ألف، وربما إلى ستة ملايين شخص، بما في ذلك اللبنانيون غير المقيمين الذين يتابعون هذه المناسبة عبر البث المباشر الليلة.
لقد عاد تلفزيون لبنان، الذي تعهّد باستعادة مجده، بقوة لافتة من خلال نقله المتواصل لمجمل الأحداث والمؤتمرات والمهرجانات في البلاد. وللأمانة، فإن طواقم الشباب والشابات العاملين فيه يبذلون جهوداً كبيرة ويواصلون العمل بلا كلل، إذ يغطّون يومياً ثلاثة أو أربعة أحداث، وأحياناً مؤتمرات تمتد ليومين بنقل مباشر كامل. ولا يخفى عليكم أنهم يقدّمون في كثير من الأحيان إشارات البث للتلفزيونات والإذاعات الشقيقة خلال النقل المباشر.
لذا، فإن التحية والتقدير واجبان للعاملين جميعاً، لهؤلاء الجنود المجهولين الذين باتت جهودهم معروفة ومقدّرة. دمتم جميعاً بخير.

كلمة المطران إلياس نصّار ممثّل غبطة البطريرك الراعي
“لقد شرفني صاحب الغبطة والنيافة الكاردنال مار بشار بطرس الراعي الكلية الطوبة، رئيس مجلس البطاريكة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وشرفني أن أمثله في عشاء رابطة كريتاس السنوي، وكلفني أن أنقل أولا تحياته وتبريكاته إلى عائلة كريتاس، بدءا بسيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر المشرف على الرابطة، وإلى حضرة رئيس كريتاس لبنان الأب ميشال عبود، وأعضاء مجلس الإدارة وكل العاملين في الرابطة، إن كان في المركزية أم في الأقاليم، موجها لهم جميعا التحية على تفانيهم وجهودهم الجبارة التي يبذلونها في سبيل خدمة الفقراء والمحتاجين والأكثر حاجة في مجتمعنا اللبناني. كل التحية منه لهم وكل التقدير، وأيضا أنقل تحياته وشكره العميق إلى كل المشاركين في هذا العشاء، هذا الحفل الكريم من الشخصيات، أصحاب الدولة والمعالي والسعادة، والممثلين وكل المقامات، وكلكم مقامات نعتز بها، وخاصة لمساندتكم الفعالة لهذه الرابطة تحت عنوان المحبة والمشاركة مع عمل هذه الرابطة في سد عوز المحتاجين والمهمشين في مجتمعنا. شكرا لكم جميعا من القلب، وكما نوه أيضا أخينا ماجد بغبطة أبينا الذي يحمل هذا القلب المحب، وكان شعاره المحبة، وبالطبع هو يفتخر بكم فردا فردا بعطاءاتكم بسندكم لهذه المؤسسة لهذه الرابطة، ومن خلالها لكل فقراء لبنان.”
شكرا للجميع وأمسية مباركة تقدونها وهنيئا بطعامكم وأكلكم. شكرا.”



الحضور الرسمي
شارك في الأمسية عدد كبير من الشخصيات البارزة، ومن بينهم:
• سيادة المطران بولس عبد الساتر المشرف على الرابطة
• سيادة المطران بول روحانا
• نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب
• وزراء: الإعلام – الاتصالات – السياحة
• ممثلو الجيش اللبناني، الأمن العام، قوى الأمن الداخلي، أمن الدولة
• سفراء من دول مختلفة
• نقباء ومسؤولون كبار
• ممثلو جمعيات ومنظمات دولية ومحلية
• عائلات كاريتاس من مختلف المناطق اللبنانية
وكان حضورهم تأكيدًا لأهمية الدور الوطني والإنساني الذي تقوم به كاريتاس في خدمة المجتمع.
أجواء السهرة – غي مانوكيان
أحيا الفنان العالمي غي مانوكيان الأمسية بمقطوعاته الموسيقية الساحرة، التي أضفت على الاحتفال رونقًا فنيًا راقيًا، وجعلت اللقاء مساحة فرح تجمع بين العطاء والموسيقى والجمال.
توزيع كتاب «خمسون… ومستمرون…»
تميّز العشاء هذا العام بتوزيع كتاب «خمسون… ومستمرون…»
الذي يوثّق تاريخ كاريتاس لبنان منذ 1972، والذي أعدّه ونسّقه الدكتور أنطوان سعد، ليكون مرجعًا مهمًا لكل من يريد قراءة قصة كاريتاس ورسالتها.
الخاتمة
أكدت هذه الأمسية من جديد أن كاريتاس لبنان ليست مؤسسة تقليدية، بل رسالة محبة ورجاء، وبيت يفتح أبوابه لكل متألم ومحتاج.
وقد شكّلت السهرة لقاءً جامعًا بين الخير والفن والإنسان، ورسالة تضامن في زمن يحتاج فيه لبنان إلى كل بارقة أمل.
ولولا محبة الداعمين وعطاء الحاضرين… لما استمرت كاريتاس خمسين عامًا، ولما تقدمت نحو خمسين أخرى من الخدمة.
برعاية صاحب الغبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثّلًا بسيادة المطران إلياس نصّار، أقامت رابطة كاريتاس لبنان عشاءها الخيري السنوي في كازينو لبنان – قاعة السفراء، بحضور أكثر من 600 شخصية من الوزراء والنواب والفاعليات الروحية والمدنية والسفراء وممثلي القوى الأمنية والمنظمات الدولية.
افتتح الأمسية الإعلامي ماجد بو هدير بكلمة مؤثّرة عبّرت عن رسالة العطاء التي تحملها كاريتاس منذ أكثر من خمسين عامًا. وألقى الأب ميشال عبود، رئيس رابطة كاريتاس لبنان، كلمة شكر فيها البطريرك الراعي والحضور، مؤكدًا أن «كاريتاس هي قلب ينبض بمحبة الفقير»، ومشيرًا إلى أن العطاء هو «فرصة لملامسة الله وخدمة الإنسان بكرامة».
كما ألقى الدكتور أنطوان سعد كلمة قدّم فيها كتابه الجديد «خمسون… ومستمرون…» الذي يوثّق تاريخ كاريتاس منذ تأسيسها عام 1972، وقدّمه الأب ميشال عبود بدرع تقدير تكريمًا لجهوده في إعداد هذا العمل التوثيقي.
أحيا السهرة الفنان العالمي غي مانوكيان بباقة من المعزوفات، وتمّ خلال الأمسية توزيع كتاب «خمسون… ومستمرون…» على الحضور.
وأجمعت الكلمات على أهمية دعم رسالة كاريتاس في ظل الظروف التي يمرّ بها لبنان، لتبقى «بيتًا مفتوحًا لكل محتاج ووجهًا إنسانيًا يشبه وطنًا يسعى إلى النهوض رغم الأزمات»